مكة المكرمة: محمد الجابر
ممثل الجالية البورماوية في مكة المكرمة الشيخ أبو الشمع عبدالمجيد الأركاني يروي لـ"الوطن" الهجرات الثلاث لأبناء جاليته خلال الـ60 عاماً الماضية, من رحلات العذاب بعد اضطهادهم وطردهم من بورما حتى الاندماج في المجتمع السعودي. وأكد انخفاض معدل جرائم أفراد الجالية في مكة المكرمة من 100% إلى 26% وفقاً لإحصائية شرطة العاصمة المقدسة.
--------------------------------------------------------------------------------
قبل أكثر من 60 عاماً لم يجد مسلمو بورما ملجأ أكثر أمناً من المدينة المقدسة مكة المكرمة, فانتقلوا إليها هرباً من حملات القمع والتهجير الجماعي في ثلاث دفعات, كان أولها سيراً, عبروا إلى بنغلاديش فالهند وباكستان إلى عُمان واليمن حتى مكة.
وقصة البورماويين مثيرة ومحزنة في آن, إذ تحمل أنباء هذه الجالية عذابات الهجرة للحفاظ على دينهم, وعانت الجالية من تشرذم في صفوف أبنائها فانحرف بعضهم لكنهم في الوقت ذاته استطاعوا الاندماج في المجتمع السعودي, وانخرط بعضهم في التدريس, في حين اتجه غالبيتهم نحو حلقات التدريس وإمامة المساجد.
كيف وصلوا؟ وماذا كانت أوضاعهم؟ وكيف أصبحت؟, تلك قصة جديرة بالتسجيل, وربما كان ممثل الجالية البورماوية في مكة المكرمة الشيخ أبو الشمع عبدالمجيد الأركاني أفضل من يسجلها, فأكد لـ"الوطن" انخفاض معدل جرائم أفراد الجالية في مكة المكرمة من 100% إلى 36% وفقا لإحصائية شرطة العاصمة المقدسة، مشيرا إلى أن هناك فرقا ميدانية من أبناء الجالية للتوعية بالنظام والإبلاغ عن المخالفات الأمنية.
وأوضح أنه تم تشكيل 50 لجنة لإصلاح ذات البين تتولى الإصلاح واحتواء المشاكل داخل أحياء مكة قبل استفحالها في إطار جهود محاصرة الجريمة.
وروى الأركاني لـ"الوطن" قصة هجرة البورماويين نتيجة ما تعرضوا له من حملات إجلاء إجبارية إلى أن وصلوا إلى المملكة. وقال :"إن طلائع المهاجرين وصلت إلى المملكة ما بين عامي 1948 و 1950 في عهد الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله، في حين وصلت الهجرة الثانية ما بين عامي 1950و 1955".
الهجرات الثلاث
وزاد:"أن المهاجرين كان ينقصهم التمويل المادي ما اضطرهم للسير على الأقدام في رحلة استغرقت عاما كاملا. وفقدت الأسر ثلثي أفرادها خلال رحلة الهجرة، إذ كانت الأسرة في بداية الرحلة تتكون من 12 فردا، فلا يصل منهم إلاّ شخصان أو ثلاثة. أما البقية فماتوا بسبب الجوع والمرض أو نتيجة وقوع قوافل المهاجرين في أيدي قطاع الطرق (خطف وسرقة وقتل), إلى ذلك, تاه عدد كبير منهم خلال المسير، بينما افترست السباع عدداً آخر. أما من وصل إلى مكة المكرمة فكان دخوله عبر طريقين، وكلاهما مرهق، فأفواج من المهاجرين دخلت المملكة عبر البوابة الجنوبية من اليمن، والأفواج الأخرى دخلت عبر الأردن من البوابة الشمالية قاطعين آلاف الكيلومترات. وكانت هذه قافلة المهاجرين الأولى".
ويصف الشيخ الأركاني بقية الهجرات فيقول :"أما من جاءوا خلال الهجرة الثانية فكان أكثرهم قد دخل المملكة عبر رحلات الحج بعد حصولهم على جوازات سفر تمكنهم من ذلك عن طريق الهند وباكستان. وهذه الفئة كانت أكثر حظا حيث حصل بعضها على الجنسية السعودية مؤخرا. أما الهجرة الثالثة وهي التي تعرف بالهجرة الجماعية فكانت بعد عملية ناجامين (التنين الكبير) في بورما والتي أبيدت خلالها قرى بكاملها بحجّة المواطنة غير الشرعية. وبدأت ما بين عامي 1960 و1971 وحصل الذين وصلوا في هذه الهجرة على الإقامة بدون جواز سفر. ثمّ توقّفت الهجرة الجماعيّة بعدها كليّاً إلى المملكة حتى يومنا هذا. وبقيت الهجرة الفردية التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد".
والبورماويون ينتسبون إلى دولة بورما، وهي اتّحاد ميانمار حاليّاً. وتقع في جنوب شرق آسيا، ومن أكبر دولها مساحة، تحدّها من الشمال الصين، ومن الجنوب خليج البنغال وتايلاند، ومن الشرق تايلاند والصين وجمهورية لاووس، ومن الغرب خليج البنغال وبنغلاديش.. وهي تتكوّن من عدّة ولايات من أهمّها ولاية (أراكان) التي يتمركز فيها المسلمون (شعب الروهنجيا) ويبلغون 15 % من نسبة السكّان، الذين يبلغ عددهم 55 مليون نسمة، وغالبيتهم يعتنقون الديانة البوذية. وتعتبر بورما قبلة البوذيين، حيث يفد إليها بوذيو العالم على مدار العام لزيارة معابدهم وآلهتهم.
سبب الهجرة
وعن أسباب هجرتهم بتلك الأعداد، يقول أبو الشمع الأركاني إن السبب يرجع للاضطهاد فما كان أمامهم إلا الفرار بدينهم وعقيدتهم ومن هنا بدأت قصة هجرة البورماويين إلى بلاد الحرمين الشريفين منذ الستينات الهجرية يحدوهم الشوق إلى مجاورة بيت الله الحرام لقضاء بقيّة حياتهم في العبادة وخدمة هذا البيت المعظم بعد قصة معاناة طويلة حتى إن المملكة وهبتهم حينها بطاقة تخولهم الإقامة تحت مسمى إقامة مهنة (مجاور للعبادة). ويصل عددهم الآن لأكثر من 300 ألف نسمة، يتركز 250 ألفا منهم في مكة المكرمة، يسكنون في 6 أحياء هي, النكاسة والخالدية وكدي والكعكية والرصيفة ودحلة الرشد.
ويضيف أبو الشمع:"أن غالبية البورماويين لم يتمكنوا من ممارسة العمل بشكل مشروع مما تسبب في بطالة كبيرة في صفوف هذه الجالية، وافتقار فئة أخرى مما جعل فئة تلجأ للجريمة، الأمر الذي أدركه ممثلو الجالية في مكة المكرمة، حيث كانت أوضاعهم الاقتصادية دون المتوسط، وغالبيتهم من الفقراء ليس لهم دخل ثابت... وغالبية البورماويين ينخرطون في أعمال كالسباكة والنجارة والكهرباء والبناء. ومعظم أبناء الجالية الذي ولدوا في السعودية يفضّلون التدريس في المدارس الخيرية وحلقات التحفيظ وإمامة المساجد بعد حفظهم لكتاب الله وحصولهم على شهادات الثانوية أو المرحلة العالية أو العمل في المكتبات أو كسائقين. ويوجد نحو 70% من الأبناء الصغار يدرسون في المدارس الخيرية أو الحكومية، ويلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن الكريم حتى أصبحوا جزءاً من نسيج المجتمع السعودي، وتعودوا على عادات وتقاليد أهل هذه البلاد. أمّا الذين يحملون الجنسية السعودية فقد انخرطوا في خدمة الدولة عبر الوظائف الحكومية والقطاع الخاص".
انتشار جرائم البورماويين
وعن انتشار الجرائم في صفوف أبناء الجالية البورمية، يقول أبو الشمع: "كان معدل الجريمة مرتفعا حيث وصلت إلى 100% عام 2006، حينها أكد ممثلو الجالية البورماوية أن هناك تضييقا أمنيا على أفراد الجالية بسبب كثرة مشاكلهم، فعقدنا لقاءات مع عدد من القيادات الأمنية بمكة المكرمة. وبدأنا بالإعداد لحملة التوعية الأمنية الشاملة للجالية البورماوية تحت إشراف المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمكة المكرمة وجمعية مراكز الأحياء "مركز حي المسفلة" وبالتعاون مع شرطة العاصمة المقدسة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبلغ عدد أيام الحملة 22 يوما وعدد اللقاءات 26، شملت 26 حياً، شارك فيها أكثر من 26 ممثلاً من رجال الأمن ما بين أفراد وضباط، واستفاد من الحملة أكثر من 70 ألف شخص بمرحلتها الأولى حيث أشارت الإحصائيات الصادرة عن الشرطة إلى انخفاض معدل الجريمة بنسبة 36%. وبعد ذلك دشنت المرحلة الثانية بحضور مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء تركي القناوي".
رفع الحس الأمني
وقد أسهمت هذه الحملات في رفع الحس الأمني والاجتماعي لدى أفراد الجالية البورمية. ونتيجة لتلك التنظيمات، فقد تم اعتماد 50 لجنة لإصلاح ذات البين في كل حي، تتكون من 33 عضوا مهمتها الإصلاح واحتواء المشاكل داخل الأحياء قبل استفحالها بهدف المزيد من عمليات الضبط الاجتماعي. كما تم تكوين فرق جوالة في كل حي تقوم بمهمة التوعية والإبلاغ عن أي مخالفة أمنية.
وأشار أبو الشمع إلى جانب من المعاناة الصحية لأبناء جاليته, "خصوصا عندما تداهم أعراض المخاض النساء حيث يضطررن للولادة في المنازل تحت أوضاع غير صحية، تعرضهن للإصابة بالأمراض وافتقارهن للعلاج بعد الولادة سواء لهن أو لأطفالهن، فالمستشفيات لا تستقبل حالات الولادة ولا حالات الأمراض الأخرى حتى لا تنتشر الأمراض المعدية في أكثر الأحياء بمكة المكرمة كثافة سكانية على أن يسمح بتلقي العلاج في المستشفيات والمراكز الصحية وخاصة في الحالات المرضية الطارئة والمزمنة".
السبت يوليو 02, 2011 8:18 am من طرف ksa boy
» مسجات جوال تضحك ( ممنوع الملل )
السبت يوليو 02, 2011 8:15 am من طرف ksa boy
» سيارات 20011
السبت يوليو 02, 2011 5:30 am من طرف ksa boy
» قصه من قصص الرسول
السبت يوليو 02, 2011 5:22 am من طرف ksa boy
» قصص عن الجن
السبت يوليو 02, 2011 5:15 am من طرف ksa boy
» لجميع محبي الفنان قصي خولي
السبت يوليو 02, 2011 5:11 am من طرف ksa boy
» قصص مضحكه
الجمعة يوليو 01, 2011 4:21 pm من طرف ksa boy
» فوائد الشماغ (الغترة)
الجمعة يوليو 01, 2011 4:13 pm من طرف ksa boy
» القاضي و راعي الدجاجة
الجمعة يوليو 01, 2011 4:10 pm من طرف ksa boy
» >>>اشـــــــــــــــياء تقـــــــــــهر <<<
الجمعة يوليو 01, 2011 4:07 pm من طرف ksa boy